نبيذ ُالتُرابِ
23/02/2007
حبيبتي..
سألَ البحرُ عنكِ
دمعٌ راقَ بَعـدَكِ..
وحيداً بقيتُ كبحركِ
هائماً يُغربلُ حضورَكِ
كالبحرِ, أمسيتُ,
مغتمٌّ رغمَ اتساعِه..
دليني حبيبتي..
ماذا أجيبُ على أجيجِهِ المتصاعدِ صوبي..؟
يعلمُ بأنها هدنةٌ معَ القدرِ ليسَ إلا..
هل أخطرُ البحرَ أنَّه عدوٌّ مبينٌ في مرقدي
وحليفٌ أليفٌ في غربتي..
لا طحلب مغبرّ له ينبت بي..
ولا منبتٌ أحمرُ لي ينبتُ به..
تعلمينَ حبيبتي ..
مهما دمغَ بشهيقِ أمواجِه
فالروحُ منَ البرزخِ منقوعةٌ
باتَتْ معتقةً ,
منذُ انشقاقِ الأنين..
بترابٍ ونبيذٍٍ أحمرَ..
حبيبتي ..
بحرُكِ, هاجَت أمواجُه..
أدرتُ وجهي عن مشرقِه..
إلى انحسارِ الشمسِ الأزلي..
يومَ كنتُ ولا زلتُ طفلاً
كانَت,
تنبعثُ الخيوطْ خلفَ شجرةِ البلوطْ
ولا زالتِ..الشمسُ..
لا تشرقُ ,
لا تنحسر..
لا تغربُ,
إلا خلفَ شجرةِ البلوطْ..
علكِ لن تنسَيْ حبيبتي ,
كما أوصيتُك..أن يهرولَ الوحيدُ ..
أن يرتمي..
عندَ المنحدرِ القاسي,
أسفلَ القرية دعيه يتجرعْ,
نبيذاً أحمرَ..
منَ التراب..يرتلْ صلاةَ العهدِ..
نشيدَ الإلهِ..
اتركيه,
أياماً, ولياليَ, يودعُ الشمس جانبَ جذعِ البلوطْ..
اخلعي السروال عنهُ..
اتركيهِ معطراً بالترابِ, كما هو..
ضعي السروالَ.. في سلةِ التينِ..
سيخبرُكِ الأجدادُ عن مكانِها..
سيكبَرُ..
سيعيدُهُ..
ذاك الترابُ المقدسُ ليرتشفَ,
نبيذَ الترابِ.
.سيرى حفرةَ حرفي يوماً
حينَ يعيدُهُ الإرساء ..
عندَ جذعِ البلوطْ..
إن بكى..
لا تأبهي..
وقتَها, يصطفي..
عندَما تغادرُ الروحُ مجراتِ الشبق.
.بالدمعِ..
والترابِ
والنبيذِ..