السبت، 20 ديسمبر 2008

نبيذ التراب



نبيذ ُالتُرابِ

23/02/2007

حبيبتي..

سألَ البحرُ عنكِ

دمعٌ راقَ بَعـدَكِ..

وحيداً بقيتُ كبحركِ

هائماً يُغربلُ حضورَكِ

كالبحرِ, أمسيتُ,

مغتمٌّ رغمَ اتساعِه..

دليني حبيبتي..


ماذا أجيبُ على أجيجِهِ المتصاعدِ صوبي..؟

يعلمُ بأنها هدنةٌ معَ القدرِ ليسَ إلا..

هل أخطرُ البحرَ أنَّه عدوٌّ مبينٌ في مرقدي

وحليفٌ أليفٌ في غربتي..

لا طحلب مغبرّ له ينبت بي..

ولا منبتٌ أحمرُ لي ينبتُ به..

تعلمينَ حبيبتي ..

مهما دمغَ بشهيقِ أمواجِه

فالروحُ منَ البرزخِ منقوعةٌ

باتَتْ معتقةً ,

منذُ انشقاقِ الأنين..

بترابٍ ونبيذٍٍ أحمرَ..

حبيبتي ..

بحرُكِ, هاجَت أمواجُه..

أدرتُ وجهي عن مشرقِه..

إلى انحسارِ الشمسِ الأزلي..

يومَ كنتُ ولا زلتُ طفلاً

كانَت,

تنبعثُ الخيوطْ خلفَ شجرةِ البلوطْ

ولا زالتِ..الشمسُ..

لا تشرقُ ,

لا تنحسر..

لا تغربُ,

إلا خلفَ شجرةِ البلوطْ..

علكِ لن تنسَيْ حبيبتي ,

كما أوصيتُك..أن يهرولَ الوحيدُ ..

أن يرتمي..

عندَ المنحدرِ القاسي,

أسفلَ القرية دعيه يتجرعْ,

نبيذاً أحمرَ..

منَ التراب..يرتلْ صلاةَ العهدِ..


نشيدَ الإلهِ..

اتركيه,

أياماً, ولياليَ, يودعُ الشمس جانبَ جذعِ البلوطْ..

اخلعي السروال عنهُ..

اتركيهِ معطراً بالترابِ, كما هو..

ضعي السروالَ.. في سلةِ التينِ..

سيخبرُكِ الأجدادُ عن مكانِها..

سيكبَرُ..

سيعيدُهُ..

ذاك الترابُ المقدسُ ليرتشفَ,

نبيذَ الترابِ.

.سيرى حفرةَ حرفي يوماً

حينَ يعيدُهُ الإرساء ..

عندَ جذعِ البلوطْ..

إن بكى..

لا تأبهي..

وقتَها, يصطفي..

عندَما تغادرُ الروحُ مجراتِ الشبق.

.بالدمعِ..

والترابِ

والنبيذِ..


البداية والنهاية في الحب


قصيدة ( وجدت نفسي بكِ )




للأمسِ القريبِ...

لهثتُ أبحثُ

في أجنحةِ الريحِ عن نفسي

وأحبسُ لآلافِ المراتِ أنفاسي..

وقعُ نظراتِك

كوميض الصاعقةِ على الفولاذِ...

أين كنتِ

ألم تسمعي النواحَ من المهدِ عليكِ

أين كنتِ يا امرأة الكهرمان...


وبستانَ العوسجِ المدلهمِّ

يا فتيلَ شمعةِ الكونِ...

وقنديلَ الحياةِ

بحثتُ عنك عبرَ الزمانِ..


بينَ حكايا الأنبياء

بين الأساطيرِ


وقصصِ الحبِّ والجنونِ..

لتسقي سراجي زيتَ حبكِ


وتوقدي قنديلَ الجبينِ..

يا شعلةَ النفسِ وأختَ الشمسِ

سيفُ حبكِ نحَرَ الكبدَ..

واشتمَّ بكاءَ القلبِ

بحثتُ عنكِ في كلِّ مكانٍ...


في حواري دمشقَ القديمةِ وأزقتِها

في شوارعِ كزابلانكا

وخريفِ قرطبة...

بعثتُ بطارق إلى الأندلسِ...

ليُحرقَ البحرَ والأسطولَ..

ولا يعودَ دونَ أسركِ

بصندوقٍ

بُنِيَ من أشلاءِ جسدي

بحثتُ عنكِ صغيرتي...


بين حباتِ الطلعِ

وشتلاتِ الياسمينِ

بين أوراقِ أفلاطونَ وشكسبيرَ

بحثت عنكِ بين هياكلِ بعلبكَ..

وأعمدةِ تدمرَ وبروجِ بابلَ..

يا خمرة الروحِ المعتقةَ

بحثتُ عنكِ بين كلِّ الحروفِ...

في الأفعال المضارعةِ والماضيةِ...


هاجرتُ إلى الماضي العتيقِ

لعصرِ ميديا وفينيقيا والفراعنةِ...

لأراهمْ قدّسوا امرأةً ونصبوا لها التماثيلَ

ما كانت إلا أنتِ

والتقيتُ بذاتي قابعةً بذاتكِ...

ورسا بكِ النوى...

ومنكِ خرجتْ روحي للحياةِ

لا بغيركِ...

ولدتُ من رحمِ روحكِ


وفطمتُ الحزنَ

والأوجاعَ على شفتيكِ..

حياتي كانت حلماً مزعجاً


في اللاوجودِ دونكِ..

الآلهةُ قبل حضارتكِ كانت رماداً...

الحياةُ دونكِ يا صيرورةَ الحبِّ

كلوحةٍ للسلفادور دون سريالية...

كتاجٍ مرصعٍ بالفيروز والعقيقِ دون ملكٍ

العالم دونكِ معزول صمته صارخ

كسكونِ المقابرِ..

فينوس وعشتروت...

زنوبيا... البتراء... العفراء...

وكيلوباترا وادي النيل...

ولدن قبلكِ بعصورٍ

لكنهن انتهلن

من حاضرِ روحكِ...

أقدمَ حضاراتِ العالمِ...

بأديانِها...

من وثنيون

مشركون...

مجوس..

كانت صلواتُهم... قبلَ معرفتِهم باللهِ لكِ.

نظراتكِ كرمحٍ ينخس عرش الفؤادِ...


فتستنبتُها الدماءُ

وترقصُ في مساكنِ الوريدِ...

جنوناً وفرحاً...

أني وجدتُ نفسي بكِ...